الاثنين، 7 يونيو 2021

وداعاً 2020 أهلاً 2021

 كان عاماً حافلاً بالمفاجآت، مليءٌ بالحزن والآلام والأشواق، مُعكّرٌ بالبعد والحدود والمسافات، برائحة الموت تجوب الطُرُقات، وحالات المرضى وأعداد الإصابات وأخبار الوفيَّات، تُجدّد فينا كل يوم شعور الخوف والضعف والعجز، حتى صارت كل حركاتنا مرسومة بحدود، لانستطيع أن نتخطاها أو نتجاهلها، عام مقيتٌ كئيبٌ، لايشبه أي عام مضى، أفقدتنا هذه الجائحة لقاءاتُنا، وتجمعاتنا ومزاحنا، ومصافحة أيادينا، وحضن أحبابنا، وقبلات آبائنا وأمهاتنا، أصبحنا هائمون على وجوهنا في طرقات الواتسب، حبيسين جدران برامج التواصل، نبحث عن حروف نتواصل بها مع أولئك الذين لانستطيع لقياهم، علّها تُخفّف عنَّا وطأة ما نجد في حياتنا من مشقة ومعاناة، فلا نجد لنا وسيلة نوصِل بها حقيقة مشاعرنا، دون أن يروا تعابير وجوهنا، وبساطة الشعور الذي يسكن خلجاتنا، فلغة الصمت صعب فهمها، ولن تُعبِّر عنها بعض نقاط، وتلك الدموع كيف تُظْهِرُها الحروف، وكيف نرسم على السطور إبتساماتنا، وأنّا للكلمات أن تُسمِع صوت الضحكات؟! 

عام إستبدلنا فيه اللقاء بالحروف، والتجمعات بالكلمات، والنقاط صمت والفواصل بداية ونهايات. 

عام كُلُّهُ بُعدْ، والكُلُّ حديثه عن بعد، ويتعلم عن بعد، ويتألم عن بعد، حتى الموت بدون جنازات، والعزاء فيه أيضاً عن بعد. 

نستودعك الله ياعام البُعد، فاذهب غير مأسوف عليك، وأقبل علينا أيها العام الجديد، فالأمل فيك يتجدد، وبك الأحلام بإذن الله ستتحقق. 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا