الاثنين، 7 يونيو 2021

الأُمم السابقة كورونا-كوڤيد19

 الحمد لله القائل (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)

وهكذا كان التكريم منه تعالى، من بعد أن جعلنا خلفاء في الأرض، ثم الشكر لله الذي خاطبنا في كثير من الآيات بقوله (قل سيروا في الأرض.... ) وذلك من بعد أن جعل بني آدم أمم وشعوب، فأرسل سبحانه وتعالى للأمم العاصية المُشركة به، الأنبياء والرسل، ليُعيدوهم إلى جادة الحق وطريق الصراط المستقيم، فكان فيهم المشكك والمرتاب، والعدو الظاهر والمنافق الكذاب، لذلك كان لكل رسول آية ومعجزة تُقوّي حُجَّته، وتُعزّز قوته، وتدحض حجج المشركين، وتُظهر بالدليل الشك من اليقين، ورغم هذا تركوا لُغة العقل والبحث والتبصُّر، وقالوا إنْ هذا إلا أساطير الأولين، وإنّا لن نترك ماكان عليه آباؤنا الأولين، فلم يُثنيهم نار جعلها الله برداً وسلاماً على إبراهيم، ولم تُرعبهم قدرة الله في عصى موسى وهي تتحول إلى ثعبان عظيم، ولم يتفكروا في عِظَم إنفلاق البحر إلى نصفين، ولا هول منظر قوم عاد والرياح تتقاذفهم وتهوي بهم، حتى تركهم الله كأعجاز نخل خاوية، ولا تلك الصيحة التي زلزلت قوم ثمود فجعلتهم كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ، وهكذا يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.و

لننتقل إلى حُقْبَةٌ أخرى، إلى زمن آخر، (كورونا كوڤيد19)، زمن يحمل نفس التفكير أو شبيه له، زمن ولله الحمد كلنا فيه مسلمين، ولكن فيه من بقيّة فِكْر الجاهلين، الذين تُحيط بهم الدلائل والشواهد والبراهين، فيرددوا قد قال وقيل، وسمعت فُلان وروى علّان، فيتّبعون سبيل البهتان بدون تأمل، أو تأكيد أو بُرهان، والعالم منذ أكثر من عام وقف ولم يقعد، من هول الأمر وعِظَم الحدث، وباء ينتشر يجوب أجساد العالم، لاتوقفه حدود، ولا يُفرّق بين طفل أو شاب وعجوز، دول وحكومات إحتارت فيه، وعانت وإلى الآن تُعاني، ولأجله لجان تشكّلت وقرارات أتُّخِذَت، وبيانات صدرت لاحتوائه بائت بالفشل، فأُنشئت معامل ومختبرات، وقامت تجارب ونظريات، وبدأ العلماء يسابقون الزمن، لتخليص البشريّة من وباء وهلاك، فلم يبقى أمل في علاج قريب، إلا لِقاح استطاع العُلماء - بعد بحث ومشقّة- الوصول إليه بجهد جهيد، والحمد لله جاءت الحلول، وبدأت الدول تتسابق لحجز اللقاح وتحصين شعوبها، للتخفيف من شدّة المرض، والتقليل من خطر الأعراض.

وفي الجانب الآخر مازال ذلك الفِكْر يُحاول، أن يوهم النّاس بأن كل شي مؤامرة، وإبادة البشريّة لو أُخِذَ اللّقاح لابد قادمة، وأن الوباء مجرد أساطير، واللقاح به مليون آفة، وصدق القائلون بذلك، فُلان وعِلّان آباؤنا الأولين.و

هنا كانت المُفارقة، والمقارنة بينهما قريبة، هناك آيات ومعجزات بأن الله هو الخالق المعبود، وأن الرّسل مبشرين ومُنذرين، وهنا دلائل وبراهين بأن الوباء حقيقة، وأنّ اللقاح بعد الدراسات والتجارب آمن وهو خير وسيلة.

ولكن يبقى الخوف في النفوس مما قاله فُلان وعِلّان، فيتحول الخوف إلى تّعنّت وتكذيب بأن اللقاح خطير، وأن الحكومات متواطئه بعضها مع بعض، من أجل إبادة البشريّة، والموت قادم بعد كذا عام بالتحديد، والويل والوعيد لنا أن نكون من المُصدّقين، ومازالت المؤامرة تدق حروفها في عقولهم المتوهمة، كمطارق تُعيق التفكير.


وهناك حقيقة ماتزال قابعة، لابد من الوقوف عندها، أليس سهلاً على الحكومات، أن تجد أسباب أرخص لقتل شعوبها، بدل هذه الخسائر، وأليس صعباً إن لم يكن مستحيلاً، أن تتفق كل حكومات العالم بشأن أمر واحد، وقصة واحدة؟!

ثمّ إن كانت المؤسسات الصحية ووزرائها، واللجّان التي تشكّلت على أثر هذه الجائحة، وجميع قادة وحكّام ورؤساء دول العالم، إستعصى عليهم فهم حقيقة اللّقاح ومعرفة نتائجه، فكيف للعامّة من النّاس أن يعلمون بكل هذه المخاطر، فإن كانوا بهذا الذكاء والعبقريّة، لماذا لايُبادرون بأنفسهم بصنع علاج أو لقاح؟!


ختاماً علينا بالدعاء والأخذ بأسباب العافية، إلى أن يأتي الله بأمره وتنتهي هذه الجائحة، أو يُسهّل الله الأسباب ويُيسّر أمر إيجاد الدواء الشافي والعلاج.

هذا والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم

وشكراً 🌹

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا