الأربعاء، 24 مارس 2010

الحوادث المرورية





الحوادث في سلطنة عمان
http://www.roo7oman.com/tube/watch2314.html




مسلسل الحوادث المرورية صار كابوس لاينتهي
مايحدث فعلاً تنفطر له النفس الإنسانية مآسي كثيرة تُخَلِّفُها هذه الحوادث موتى وجرحى
وإعاقات مزمنة ويتامى وثكالى ومترملات هل هذا هو مانريده لبلدنا ولأخواننا المواطنين
أرجوا النظر بتعمق قبل أن نجد الآلاف فارقوا الحياة
فالعشرات ذهبت والآن المئات في طريقها إلى الهلاك والإحصائيات تزداد يوما بعد يوم
ويا تُرى ماهي الأسباب التي أدَّت إلى هذه النتيجة المؤلمة؟؟.

البعض ألقى باللائمة على السائق وحمله كامل المسؤولية والبعض الآخر إتهم رجال المرور بأنهم ليسوا حازمين في التعاطي مع مخالفات السائقين والبعض قال يجب زيادة التوعيه لدى سائقي المركبات وزيادة أعداد الرادارات وتخفيض السرعة الحالية ومنهم من جمع كل هذه الأسباب ..
ولكني أولاً سأبرئ السائق من كل التهم التي ألقيت عليه وسأصب كامل المسوؤلية على رداءة الشوارع وإنها السبب الرئيسي وراء كل هذه الحوادث والأرواح التي تزهق وتذهب سدى وسأرجع بالذاكرة إلى عشر أو خمسة عشر سنة مضت من الآن لكي أبين لكم حجتي..

ففي ذلك الوقت لم يكن الشباب يتكلم عن سرعة 120 كم - مثلما يحدث الآن- بل كان حديثهم عندما يدور الكلام عن سرعة 180 كم فما فوق.
على سبيل المثال يقول أحد الشباب "مع أني كنت أسوق 220كم إلا أنني وصلت متأخراً عن العمل" ويقول الثاني "أنا كنت أمشي وراك بسرعة 180كم وبعدني مالاحقنك كم كنت أنت تسرع؟"
وهكذا كان الحديث سابقاً .. ورغم ذلك لم تكن لمثل هذه الحوادث وجود..
ومن عاصر تلك الفترة يعرف ذلك
والحاصل الآن أن الشوارع هي نفسها لم تتغير منذ ذلك الحين بل ضلت كما هي
رغم مرور السنوات الطويلة عليها فلنقل منذ السبعينات وشوارعنا كما هي بل إزدادت سوءً ماعدا تلك الإصلاحات من وقت لآخر
وهذا يقابله زيادة مطردة في أعداد السيارات والسائقين وقد أدى إلإنفتاح الإقتصادي إلى تحول البلاد إلى بلد يستقطب الكثير من المستثمرين مما زاد من أعداد الشركات التجارية وهذه الزيادة ساهمت بزيادة أعداد الشاحنات ممانتج عنها تحول الشوارع إلى صفوف من الشاحنات المختلفة الطول والأحجام فإكتضت الشوارع وتزاحمت المركبات
والشوارع مازالت كما هي بدون إيجاد خطة أو دراسة مستقبلية من أجل عدم خلط الشاحنات التجارية مع باقي المركبات الخاصة الصغيرة .
وإمتد الزحام خارج العاصمة مسقط ليشمل باقي ولايات السلطنة وخاصة الدوارات وفي الأسواق فخلق هذا الزحام العصبية والتسرع وغيرها من الحالات النفسية فنجد الكل يصرخ على الكل وإن لم يصرخ بصوته شتمه في سره ..
وسأضرب مثالاً على ذلك ..موظف قد إنتهى وقت عمله في الساعة الثانية ظهراً يسكن في الباطنة ومقر عمله في الخوير يحتاج لكي يجتاز المسافة من دوار الخوير إلى دوار العذيبة ساعة كامله والسرعه أقل من 20 أو 40 كم
ومليون مرة يضرب بريك .. ويقف ويمشي ..كيف تكون نفسية هذا السائق ؟؟
طبعاً يكون في ضيق وبالعامية (مافيه بارض حال حد ) فما يصدق يخرج من زحمة إلا ووجد نفسه في غيرها إلى أن يخرج من دوار القصر بإتجاه خط الباطنة حتى يبدأ بزيادة السرعه ويقل إنتباهه..
وهو في الطريق تفكيره في 60 شغله لازم يخلصها قبل إنتهاء اليوم إلا ويتفاجأ بسيارة تخرج من أحد التقاطعات قد يكون سائقها مر بظروف أمَرَّ من ظروفه
أي أن التركيز قد فُقِدْ والأعصاب مشدودة والتوتر في أعلى مستواه ويقع الحادث ويذهب ضحيته جميع من كان في السيارتين .. هل وصلت الفكره؟.
إذن الشوارع هي السبب...
الدليل الثاني شارع الداخليه الذي يمتد من برج الصحوة إلى نزوى هل سمعتم عن وجود حوادث تقع فيه بنفس بشاعة وآثار وأعداد الحوادث التي تقع في خط الباطنة ؟
الجواب لا ..لماذا ؟
لوجود شارع واسع خالي من التقاطعات فتجد السائق مرتاح نفسيا وهو يدخل في هذا الشارع ذهنه صافي تركيزة عالي لأنه يعرف في قرارة نفسه بأن لاأحد سيخرج فجأة أمامه.

بما أنني من الباطنة وأبشع الحوادث المميتة تحدث فيها
إذاً الحديث سيكون من واقع مانعيشه هناك .. خط الباطنة ..

في السنوات القليله الماضيه سمعنا عن خطه لمد خط سريع على الشريط الساحلي للباطنة والآن بدأ المشروع يحبوا إلى الأمام أو لنقل بدأ بتعويض أصحاب المزارع المتضررين من إقامته بعدها سيحبوا قليلاً ليعوض أصحاب المنازل وبعدها سيبدأ أولى خطواته ويمكن أن يتعثر ومن ثم ينهض إلى أن يتعلم المشي ويواصل سيره
والسؤال كم سنة نحتاج حتى يرى هذا المشروع النور؟
وكم من الأرواح ستفارق أجسادها ؟
وكم من مصاب سيرقد في المستشفى متأثراً بجراحه؟
وكم من شاب وفتاة ستُشوَّهُ وجوههم وتُبَدَلُ أطرافهم بغيرها صناعيه؟
وكم من شاب سيصبح يمشي على رجليه ويُمْسى يُساقُ على كرسي متحرك؟

إلى أن ينتهي هذا المشروع ..

هل ستتم التضحيه بكل هؤلاء إلى أن يتحقق المشروع الحلم؟؟
وهل من سبيل لإنقاذ جيل بأكمله من فئة الشباب؟
فهم أكبر المتضررين من هذه الحوادث وهم من نضع على عاتقهم بناء هذا البلد وحمل راية التقدم إلى الامام ..
إذاً كان من المفترض قبل البدء بهذا المشروع أن نضع البدائل العاجلة أوالحلول السريعة التي نحد بها من هذه الحوادث
وقد وضعت بعض الحلول والتي أراها كفيلة بتخفيف أو تقليل نسبة الحوادث والأضرار التي تنتج عنها
1. بناء شارع خاص للشاحنات
2. توسيع الشوارع من حارتين إلى ثلاث حارات
3. سد أو إلغاء جميع التقاطعات "وهذا الأهم"


وإذا كانت الحكومة فعلاً لديها أدنى إهتمام بالشعب يجب عليها أن تحافظ على روحه
وعلى سلامته أما زراعة الأشجار والحشائش على جانبي مسار الطرق
فهي لاتصب لصالح المواطن ولاتعوض الأرواح التي تذهب هباء منثورا
فالأولى إستبدالها بزيادة مساحة الشوارع
وأيضاً الإرشادات وغيرها من الشعارات التوجيهية لن تعالج المشكله أبدأ
ولو دُرِّست في المدارس.. لأن حلها لايحتاج إلى أقوال وإنما إلى أفعال تُلغي أسبابها ومسبباتها
والدليل مانزال نرى ونسمع كل يوم بحادث جديد ..
إذاً النداء موجه إلى من بيدهم القرار لا إلى قائد المركبة
يجب إقتلاع أساس المشكلة أما الفروع ولو قطعناها فإنها ستنبت من جديد
أو ينبت غيرها أشدُّ قوة وخشونة وضراوة من الذي قبله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا