الجمعة، 9 أكتوبر 2020

نظافة الأماكن العامه

 الكثير من المواضيع تشدّنا ونتكلم عنها بحماس، ومجرد ذكرها يجعلنا نستشيط غضباً ونثور غيرة، ورغم ذلك لايتوانا الكثير منّا من فعلها، وإن حاولنا أن نجد لذلك الأمر سبب أو تفسير، لما وجدنا له أي عذر أو تبرير، وكأنه خطأ مقصود بدون وعي وبدون اعتراف فاعله، مع انه حدث مع سبق الإصرار والترصد. 

وهذا الأمر من المفارقات العجيبة، يرفضه العقل وتشمئز منه النفس، إلا أننا نقوم به مراراً وتكراراً، وعمداً واختياراً، حقيقة شيء مُحيّر مايقوم به البعض، وإلا كيف نَصِفْ من يُعِدّ لوازم واحتياجات رحلته، ويُخطط للأمر بأدق تفاصيله، (ويتعمد نسيان أخذ كيس للزبالة، أو غرض يضع به مُخلفاته)، ويقطع عشرات أو مئات الكيلو مترات، للوصول إلى مكان يرتاح فيه هو وأسرته، أو هو وأصدقائه، وبعد أن يستمتع بجمال المكان وجمال الطبيعة، يترك مخلفاته ويذهب، تاركاً المكان بأسوأ حال، وهو في قرارة ذاته يعلم يقيناً بأن ذلك الفعل خطأ وغير صواب، حتى أنه مخالف للفطرة الإنسانية، ومع ذلك يقوم به بكامل وعيه، وبمنتهى الصفاقة، ثم بالغد يذهب لمكان آخر ثم آخر، وعلى نفس الوقاحة يكرر المشهد، وعندما يسمع عن شكوى البعض حول نظافة الأماكن العامة أو السياحية، تجده أول المنتقدين وأكثر اللائمين

 كم هو غريب أمرك ياهذا!!

نعم أنت ياهذا، قف رويداً وراجع نفسك، ركز قليلاً وانتبه لحالك، إستحي من أفعالك، وساختك عَفَنْ لوثت البيئة والطبيعة، قاذوراتك التي تركتها سممت الطير والحيوان، قمامتك تلك أقلقت راحتنا وأزكمت رائحتها أنوفنا، كفاكم إمتهاناً وإنتهاكاً وتعدِّياً، الجميع يُطالبك، الطير يصرخ، الحيوان يصرخ، الطبيعة تصرخ، الجميع يترجاك أن ترأف بهم.. 

نعم أنت هو المقصود، أنت هو المَعْنِي، أنت هو الفاعل، أنت هو المُلام، أنت هو هادم الفرح ومحطم الطبيعة، أنت هو فاقد الإحساس، فارجوكم ارحموا عقولكم وارحمونا معكم، اتركوا المكان مثلما كان، لانطلب منكم غير ذلك.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا