الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

العيد الوطني

الحمد لله الذي جعل لنا في الأوطان رابطاً وإرتباطاً، وفي حضنه ملجأً وملاذاً، وعلى أرضه أمناً وسلاما

 وعلى هذا تعاقبت السنين على أهل عمان، فتبدلت أحوالهم، وتغيرت ملامح حياتهم ، وبقيت أخلاقهم الحميدة، وحُسن معشرهم الجميل، وسماحة وجوههم البشوشة، تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، وضل حب الوطن راسخاً في قلوبهم، يجري في حياتهم كمجرى الدم في الشرايين، لايتغير ولايتبدل، ثابتاً لايتزحزح عمَّا كان عليه، فاستكانت بسماحتهم وحلمهم  وطيب أخلاقهم أرض عمان، وعلى ذلك تشكَّلت طبيعة هذه الأرض، فأصبحت تلك الصفات سِمَة مكتسبة في المجتمع، وطِباعاً متأصلة فيه، وتُعدّ تلك من العوامل الأساسية، التي ساعدت على جعل هذا الوطن، مجتمع متسامح ومسالم وآمن. 

ومما ساعد على ثبات هذا النهج، أئمة وسلاطين، كانوا رموز فخر لهذا الوطن، حرصوا كل الحرص على استمرار هذا الإرث العظيم، فتمسكوا بمبادئه وذادوا عن حماه، ولزموا حدوده، فكانوا سادة عصرهم، وسلاطين زمانهم، بهم أصبحت عمان رمز سلام وأمان، فنقش التاريخ أسمائهم على صدره، بأحرف خالدة، يتلألأ بريقها عزّة وشرفاً ونخوة، كبريق ولمعان سيوفهم، التي سُلّت في وجه الطغاة والغزاة، فكانت منارة للعدل، ومقصداً لكل مظلوم، جيل يُكمّل الآخر، ومسيرة تتعاقب بنظام ونهج واحد، كحلقات سلسلة مترابطة، يصل بعضها بعضاً، حتى بزغ عام سبعون، فكان صفحة جديدة في قاموس عمان، بدأ يكتب أحداثها، ويرسم مسيرتها، جلالة السلطان قابوس إبن سعيد طيّب الله ثراه، فكانت على يديه نهضة جديدة، وصحوة عملاقة، أسس بنيانها بكل شغف وحب، فكان لعمان وشعبها القائد الفذّ الحكيم، والأب الحاني الرحيم، ومضى يحرث عمان من أقصاها إلى أقصاه، فأخرجت عمان كنوزها، ودبّت الحياة في أوصالها، وبدأت معالم عمان العصريّة تتشكل كالحلم، سرعان ماتحول إلى واقع جميل، ومضت 49 عاماً وجاء أمر الله مُعلناً وصول الأجل المحتوم، فترجل عن صهوة جواده، أحد أعظم فرسان عمان، تاركاً وصيته لقائد عظيم آخر، جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، لِيُكمل المشوار بنفس النهج القديم، وعلى خطى الراحل يُكمل البناء، لتستمر عمان على يديه نهضة أخرى متجدده، تضخّ بحكمته دماء التجديد في شرايين هذا الوطن، مُستعيدة عمان نشاطها نحو المستقبل

فاستيقضت تحت مطارق عزمه وحنكته، خيرات أرض عمان، وبدأت بحزمه وحكمته، تؤتي أُكْلُها أضعاف مضاعفه، فلم يتوقف عن سعيه رغم قساوة الظروف، التي تمر بها البلاد والعالم من حولها، ولم يتوانا في تحقيق رؤية عمان التي يصبوا للوصول إليها، فهنيئاً لعمان وشعبها سلطانها هيثم، جبل آخر يقف بشموخ بجانب إخوته قادة عمان، كالبنيان المرصوص حُماة لأرضها، وإمتداداً لتاريخها العظيم، وصوناً لروحها التي أثنى عليها خير خلق الله أجمعين، نبينا محمد عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم حين قال "لو أهل عمان أتيت ماسبّوك ولا ضربوك" فكانت شهادة فخر وإعتزاز على صدر كل عماني

 ونحن اليوم في عيدك الميمون مولاي، نردد الدعاء لك ولعمان

 "فارتقي هام السماء

 واملئي الكون الضياء

واسعدي وانعمي بالرخاء" 

و "ياربنا احفظ لنا جلالة السلطان"




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا