السبت، 3 أكتوبر 2020

نبين الخطأ والصواب إعتراف

 وهكذا نعيش الحياة مع الخطأ والصواب، والذنب والإستغفار، والبحث عن الكمال، ولكننا بطبيعة الحال لن نصل إليه، فالكمال لله وحده، وسنضل نعتب على هذا ونُسامح ذاك، ويلومُنا زيد ويعذُرُنا عبيد، وهكذا تمضي بنا الحياة، نعيشها بجميع تفاصيلها، بحلوها ومرّها، خيرها وشرها، في كل مراحل عمرنا، نتعثر ونقف، ونعترف بالفشل والتقصير، على أمل الإصلاح، ويدفعنا الفرح بالنجاح نحو التميّز والإستمرار، ولكن هناك فئة من الناس، يعيشون الحياة معتقدين بأنهم إنتصروا على كل خيبات البشر، وبأنهم إستطاعوا أن يصنعوا من ذاتهم، ذلك الإنسان الذي لايقهره شيء، ولايهاب من شيء، يصرخون للملأ من حولهم، نحن لاننكسر، لانتألم، لانتأثر، ولايوجعنا شيء، فهل هذه حقيقة لدى البعض، أم هي أوهام لنفس تسكنها الخوف، ويُحطمها الحزن، فلم تجد إلا تهميش ذاتها والتعالي على الغير؟

فهل يستطيع الإنسان فعلاً أن يبني بينه وبين الخطأ حاجز، وأن يعيش بمعزل عن كل فشل، وأن يجعل لنفسه طريق واحد في الحياة، يسلكه دون أن يتعثّر؟ 

إذاً هناك من يعيش وهم الكمال، ويمضي في الحياة ظاناً بأنه لايُقارن بأحد، فتجد حديثه مليئاً بالأنا والفوقيّة، وأنه من القوة بمكان حيث لايتأثر بشيء، وأنه يسمو فوق كل تأثيرات الحياة، فاعلم يا هذا بأنك ناقص، وأن الغرور قد أخذ منك مأخذاً عظيما، وأن الكمال لله وحده، وأن الاعتراف بالفشل يقود إلى النجاح، والإقرار بالألم يداوي الجراح، وإحترام الذات تكسبك الثقة في نفسك، وتدفعك إلى التواضع أمام الناس، فكن مثل الناس، ومع الناس..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا