السبت، 3 أكتوبر 2020

أمراض الدم الوراثية

 عندما تذهب إلى المستشفيات، وتدخل إلى قسم أمراض الدم الوراثية، وترى أولئك الأطفال على الأسرّة، وسقّايات الدم تُغذي أجسادهم المُنهكَه، والبعض يصرخ من شدة الألام المُبرحه، والآخر يلعب في الممر حاملاً سقّايته معه، أنّات تهزّ الوجدان، وتنهُدات تقشعر لها الأجسام، حينها ستشعر بضرورة إلزام الجميع بالفحص قبل الزواج، فهو الحل للتخلص من هذه المشاهد المؤلمه. 

ربما يُخالفني البعض ويقول كل شيء بأمر الله، ولن يُصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، وأقول لكم نعم كل شي بأمر الله، وهذا أمر مُسَلَّمٌ به ولا اعتراض عليه، ولكن كلّ شيء له سبب ومسببات، ويُقال متى ماعُرِفَ السبب بَطُلَ العجب، وبما أن السبب أو مصدر الداء معروفةٌ أسبابه، فيجب علينا أن نحذر منه، وأن لانُلقي بأنفسنا إلى التهلكة، فالعلم تطور ولله الحمد، فلاننبذه وراء ظهورنا، ونتعلل بأن كلّ شي قدر مكتوب، هذا ليس بإيمان، كما أنه ليس توكلاً على الله، فالإسلام لم يأمُرْنا بالعِلْم ويَحُثّنا عليه كي نزداد جهلاً، وإنما لكي نستخدمه ونعمل به، ونستغلّه بما يخدمنا ويُفيدنا، فعِلْمٌ لايَنْفَعْ إستعاذ منه الرسول (اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع،..... إلخ ) ، ثم أنه مجرد فحص بسيط وتتعرف على نفسك صحيّاً، فإن كنت تحمل مرضاً وراثياً أو مصاباً به، إبحث لك عن زوجة خالية من هذا المرض، وبهذا تتجنب أن تَلِدَ أبناء مصابون، وتُجنِّب أبناؤك ألم وعذاب دائِمَين، وأيضاً تُساهم في الحد من إنتشار هذه الأمراض في مجتمعنا العماني، 

حيثُ أشارت آخر المسوحات الصحية في السلطنة، إلى أن حوالي 60% من سكان السلطنة، يحملون إحدى جينات أمراض الدم الوراثية، و10% منها جينات لأمراض دم خطيرة، كذلك أشارت الإحصائيات بأنه يولد سنويا حوالي 150-170 طفلاً مصاباً بفقر الدم المنجلي، وحوالي 25 طفلا مصاباً بالثلاسيميا العظمى سنوياً، أي أنه يوجد حاليا حوالي 8 آلاف شخص مصاب بالأنيميا المنجلية في عمان، وهذا الأمر يحتاج لوقفه وتكاتف الجميع، من أجل مجتمع صحي، ووطن قوي. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا