السبت، 28 نوفمبر 2009

الـصـيــف يذكـرنــي بهـا




الصيف يذكرني بها الصيف هو لون جلدها وهو رائحة عطرها
وهو تلك الشمس التي تحيل شعرها إلى بركان يقذف حمما من كل الألوان
في الصيف أحببتها،تماما مثل أغنية فيروز
لكن الشتاء أخذها مني وكأن حكايتي معها كانت مثل شقائق النعمان
هشة ومتوهجه وذات عمر قصير..
ستقولون إنني رجل كهل يعيش مراهقة متأخرة
ستقولون إنني ساذج ولا أفهم أن هذا النوع من قصص الحب هو مجرد سحابة صيف
سرعان ماتاخذها الريح بعيدا من دون أن تحبل بالمطر أو تلد مطرا.
قولوا ما شئتم.. أنا أعرف أن حبي لها كان أصيلا. قويا. عميقا.
من ذلك النوع الذي يولد ليعيش
لكن الضر وف لم تكتب له الحياة
أو هو القدر الذي لعب معي لعبته القاسية مرة أخرى
فأحنيت رأسي له ولم أعاند..
هي بالذات كانت تستحق العناد
فهي لم تخلق لتكون إمرأه لفصل الصيف فحسب بل لكل الفصول
وأعرف اليوم إنني تهاونت في الدفاع عن هذا الحب
لأنني تجاوزت سن التمرد والعناد
فلو حدث أن التقيت هذه المر أه قبل ثلاثة عشرة عاما
أي عندما كنت في حدود العشرين من عمري
لتشبثت بأذيالها كما يتشبث الغريق بخشبة طافية 
ولرفضت أن أتنفس هواء لا تتنفسه هي معي..
ما لذي تفعله فينا السنوات؟؟ 
كيف تختال خيلاءنا وتقلم أظفارنا وتحصن أجفاننا ضد السهر وضد الدموع ؟؟ 
في ذلك الصيف قبل ثلاثة أصياف 
حين ظهرت في أفق حياتي كما يظهر قمر العيد 
( إنها قمر مكتمل ولايمكن أن أتخيلها هلالا ) 
عرفت أن هذه المر أه ستمس أوتار حياتي
لكي تعزف عليها لحن طال اشتياقي لسماعه.. 
قامت بيننا منذ التعارف الأول ألفة جميله 
وارتياح من النوع الذي يأخذ سنوات لكي يتحقق 
وحينما تبادلنا الحديث وفضفضنا في الكلام حول ظروف كل واحد منا 
عرفت أن في حياتها مشكله معلقه لكن حلها ليس بالمستحيل 
كما أنني من ناحيتي لم أكن حرا وجاهزا تماما 
بل مكبل بقيد من الماضي.. 
أخذتني لقاءاتي معها إلى طبقات عليا من الانسجام والسرور
لكنها لم تنفخ في نار القوه التي أصارع بها العالم كله من أجلها
كنت أريد السعادة جاهزة على طبق أبيض مثل الطعام الجاهز 
ولم أكن مستعدا لانتظار ساعات وسنوات التحضير
ولا الصبر حتى نضوج اللقمة.... 
الصبر في حالتي يعني العذاب.. 
وكان أخشى ما أخشاه أن أدخل في متاهات القلق والشوق
والمكابدة والحرمان 
وكلها أمور لم تعد تناسبني 
وقد تسبب لي ارتفاعا في الضغط وانسدادا في الشرايين .. 
آه لو كنا التقينا قبل حزمة من الأصياف
ففي ذلك العمر الجميل لم يكن في قاموسي أي مفرده 
من نوع ارتفاع الضغط وانسداد الشرايين
وكنت سأتصرف معها مثل فارس لا مثل حوذي.... 
نعم تصرفت مثل حوذي.. 
آثرت الانسحاب قبل بدء المعركة 
وحين التفتت تبحث عني لم تجد سوى سراب.. 
كنت فعلا مزنة صيف قد تبل الريق لكنها لا تروي العطش... 
لماذا أعترف لكم بضعفي ومهانتي؟؟ 
وهل أن مابيننا "من حبر وورق" يشفع لي عندكم 
أو بالأحرى عند الذين يتصورون أنني أبو الصمود وفارس المثابر ه؟؟ 
لست سوى واحد من رجال هذا الزمن البخس 
وما شجاعتي سوى عضلات منفوشة على سطور ورقه... 
ومن يدري فقد يكون ما أمر به نفقا مظلما 
وأن النور سيعود إلى قلبي قريبا وسيعود معه الحب... 
وهاهو الصيف هنا وهو يذكرني بها 
وهاهي الشمس تجعلني أتلفت وراء النساء العابرات
بحثا عن بركان شعرها 
عن امرأة تعبر معي الفصول كلها 
وتحفزني على العناد وعلى المقاومة وتعيدني إلى أول الشباب...

هناك تعليق واحد:

  1. يعيش على ذكراها خير من أن يقاسي معها ..

    فلربما الجراح تزيد و لربما الظروف لا تواتيهما ..

    فذكرى طيبة .. خير من جراح دامية ........

    ردحذف

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا