الثلاثاء، 5 يناير 2010

لا تيأس مــن رحمـــة اللــــــــــه



الإنسان بطبعه عجول دائم الجري وراء ماهو له وليس له
تراه يجري هنا وهناك واكثرهم لايدري إلى اين يذهب ولا يعلم ماذا يريد..
ولكنه يضل بعيدا عن إدراك مايصبوا إليه أو تحقيق كل أحلامه وآماله
فيملأه شعور بالظلم وان الحياة لم تنصفه ويمتد هذا الشعور ليصل إلى اليأس
وهنا يأتي دور الإيمان بالله وإتباع أوامره صلى الله عليه وسلم
الذي نادى بالقناعه والزهد وبأن الحياة ماهي إلا لعب ولهو
وإنما الأخرة هي دار الخلد وللصابرين جنة بها ماتشتهي الأنفس
ومالعين رأت ولاأذن سمعت..
ولورجعنا لقصص القناعه والزهد عند الأنبياء والصالحين
ومن إتبع هدى الله ورسوله لوجدنا بأنهم
وصلوا إلى حدود الكمال –والكمال لله وحده-في أفعالهم وأقوالهم
وأنهم رضوا بالقليل وضحوا بكل ماهو فاخر وثمين من أجل نيل رضا الله رب العالمين
فبرضاه تسموا الروح ويتبدل الحزن إلى فرح وضنك العيش إلى سعة في الرزق
وتصبح الحياة بنظرهم ماهي إلا ليلة واحدة يبيتون فيها ويصبحون موادعيها
إذن فكيف لليأس أن يدخل مكان لم ييأس من رحمة الله..
نعم هي قلوب المتقين خالية إلا من حب الله لاتشتهي إلا اليسير..
نعم هي حياة الزاهدين القانعين لاتغريهم متطلبات الحياة وبهرجها الكاذب فرضوا بالقليل..
وماهذه المقدمه التي جالت في فكري بدايتها
إلا لكي أبين لك -قارئ سطوري- بأن طريق اليأس
هي طريق اليائسين من رحمة الله
وان اليأس يخيم في تلك القلوب والنفوس التي لاترضا بالقليل ولاتقنع بماهو لها
بل تنظر إلى ماقسمه الله لغيرها فتزداد بذلك هم وغم وحسرة..
أنت يامن حطم الياس جسور صبرك فأصبح يمسي ويصبح في ضيق وكدر وإكتئاب
يقضي ليله ونهاره يتغنى بلماذا وليت ولو..
يامن نسيت ربك وإتبعت شهوات نفسك
أنت أيها اليائس قف قليلا أرح فكرك البائس وعقلك اليائس ألم تنسى شيء مهم؟؟
ألا تعرف بأن ركن من أركان الإسلام السته هو الإيمان بالقضاء والقدر؟؟
أم تراك تناسيت القلم واللوح المحفوظ؟؟
أستحلفك بالله هل تستطيع أن تغير نقطة من فوق حرف كانت مقدرة عليك؟؟
أم تستطيع بعلو شأنك وعظيم سلطانك أن تمنع الموت من أن يزورك؟؟
أيها اليائس فالتعلم بأن قناعتك بما هو في يدك كنز لايفنى
وهي سر السعادة في الدنيا والآخرة
لاتياس أخي وأنتي أختي فإنما حياتنا كلها بلاء وإختبار
ألم تذهب إلى المدرسة يوما ؟؟
هي الحياة أيضا مدرسة والمنهج هو كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم
والإجابة هي حفظ هذا المنهج وتطبيق عملي لما يحويه من أوامر ونهي وحلال وحرام
يتمثل إجابتها في أقوالنا وأعمالنا..
فأعقل أيها الطالب وركز جيدا لما جاء في المنهج الدراسي
وتذكر جيدا أن الحياة مدرسة كبيرة وأنت الطالب فيها
وأن الأنبياء والرسل هم المدرسين والموجهين والمدراء
وأن زمن الأجابة هي عمرك
فإذا إنقضى وقت الإجابة أخذت أوراقك للتصحيح
هناك عند اللجنة العليا حيث لاتنفعك الواسطة ولا أبي وأمي أو مالي وجاهي
هناك توضع الدرجات وبعدها يأتي يوم عرض النتائج
الناجح يفوز بالجنة والجنة درجات وبمقدار درجاتك تكبر منزلة نعيمك
والراسب جزاءه النار وبئس المصير والنار درجات وبمقدار درجاتك يكبر مستوى عذابك..
فسارع قبل إنتهاء زمن الإمتحان
وإترك اليأس وتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
عسى أن تنال الدرجات العلى وأن تكون من الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا إليه راجعون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجعل من مرورك ذكرى

هنا أقف وأنتظر وحيدا

هنا أقف وأنتظر وحيدا